الشيخ الحبيب: الباذل ماله في نصرة أهل البيت (عليهم السلام) ومحاربة أعدائهم يوفق لأن يجزع على فقده إمام العصر عليه السلام

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

30 شوال 1440

في أخريات سلسلة محاضراته الحربيات لفت الشيخ الحبيب الأنظار إلى أن الذي يبذل ماله بصدق وإخلاص في نصرة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) ومحاربة أعدائهم (عليهم اللعنة) فإنه يوفق لأمر لا يقدر بثمن، وهو أن يجزع عليه إمام العصر (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف).

الشيخ استدعى في هذا الصدد قصة أحد أعلام أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين (عليهما وآلهما السلام) وهو عمرو بن محصن الأسدي الأنصاري (رضوان الله عليه) الذي كان قد بذل مبلغا ضخما من المال (100 ألف درهم) لتمويل حرب أمير المؤمنين (عليه السلام) على عدوة الله عائشة (لعنها الله) في الجمل. ولمّا مات هذا الرجل المخلص شهيدا في صفين خصَّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بمنقبة نادرة، إذ تقول الروايات أنه: «جزع عليه». (وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص359)

وعلّق الشيخ الحبيب على ذلك بالقول: إن هذا الأمر عظيم جدا، فنحن نعلم أن الجزع قبيح مكروه، وإنما يستحب إذا كان على أنبياء الله وأوليائه عليهم السلام. وما كان المعصومون (عليهم السلام) يجزعون على أي أحد، إنما كانوا يجزعون على مثل رسول الله أو مثل الحسين (صلوات الله عليهما وآلهما)، فهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «يا رسول الله إن الجزع لقبيح إلا عليك»، وهذا الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: «كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام».

وعندما نأخذ هذا بالحسبان ونجد أن المعصوم يبكي ويجزع على شخص من خارج دائرة المعصومين فإن معنى ذلك وصول هذا الشخص إلى مرتبة عالية جدا حتى يستأهل أن يبكي ويجزع عليه المعصوم الذي رضاه رضا الله وغضبه غضب الله.
من هنا نعرف أي مقام شامخ وصل إليه ذلك الرجل الجليل الذي آثر أن يبذل ماله بسخاء في مشروع لم يكن كأي مشروع خيري اعتيادي، بل كان مشروعا حربيا أراد به نصرة إمامه وأهل بيت نبيه (صلوات الله عليهم) ومحاربة أعدائهم (لعنة الله عليهم).

وأضاف الشيخ الحبيب: ما معنى أن يجزع المعصوم (عليه السلام) على أحد حين يموت؟ معناه أن الله تعالى قد رضي عنه وجعل مثواه في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فإن المعصوم لا يجزع على من يكون الله غاضبا عليه أو معذبا له في النار والعياذ بالله، فهنيئا للذين يؤهلون أنفسهم لهذا التوفيق العظيم ولهذه المرتبة السامية ببذلهم وإنفاقهم في سبيل الله على نحو ما فعل عمرو بن محصن الأسدي (رضوان الله تعالى عليه)، فهؤلاء لهم أن يتوقعوا مشاركة إمام العصر الحجة بن الحسن (صلوات الله عليهما) في جنائزهم، أو قوفه على قبورهم، باكيا جازعا عليهم لأنهم نصروه ونصروا آباءه الأطهار وأمه الزهراء (عليهم السلام) وحاربوا أعداءهم.

جدير بالذكر أنه بالرغم من كونها مسجلة قبل فترة فإن الحلقات الأخيرة من سلسلة الحربيات تزامن بثها مع انطلاق الحملة الكبرى الثانية لإكمال أول فيلم سينمائي عالمي عن حياة وعذابات مولاتنا فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) والذي ناهزت تكلفته الإنتاجية حتى الآن 10 مليون دولار وتقوم على تنفيذه وإخراجه خبرات سينمائية بريطانية وعالمية.

ويعتبر الفيلم أعظم مشروع معاصر لنصرة بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفضح ومحاربة أعدائها الظالمين أبي بكر وعمر وأعوانهما (لعنهم الله) الذين هجموا على دارها وأسقطوا جنينها المحسِّن الشهيد (عليه السلام) وتسببوا في قتلها.

وقد دخلت هيئة خدام المهدي (عليه السلام) في حالة استنفار لتلقي مساهمات المساهمين وتبرعاتهم العاجلة لضمان عدم نفاد الميزانية الإنتاجية للفيلم التي بدأت بالتناقص مع توالي عمليات الإنتاج. ويقول الفريق المكلف من الهيئة أن تدفق التبرعات العاجلة من المؤمنين يضمن عدم نفاد الميزانية كما يساعد في اكتمال التصوير خلال هذا العام وعدم تأخر ظهور الفيلم إن شاء الله.

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp