هل كان السيد عبد الحسين شرف الدين يترحم على أعداء أهل البيت في كتبه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ ياسر الحبيب

وصلني ردكم الكريم

واحببت ان اعرض لديكم اول اشكال لدي حول كتب السيد الامام عبدالحسين شرف الدين الموسوي

عقيدة السيد الموسوي في صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ..

من خلال قراءتي لمؤلفات السيد الموسوي كان من ضمن الامور التي كنت ابحث عنها هي عقيدته الشيعية الامامية في الصحابة ...

بحثت فوجدت امرا غريبا احببت ان تشاركوني فيه ..

انقل لكم هذه النصوص ثم نحكم ..

قال السيد الموسوي في كتابه الفصول المهمة :

يترضى عن أم المؤمنين عائشة فيقول في صفحة (132) هامش رقم (1) : ((..... تجد التصريح بتخلفه عن البيعة مسندا إلى أم المؤمنين عائشة(رض) . ))

صفحة (244) : ((ولذلك عدل هؤلاء في الخلافة عن وليها المنصوص عليه من نبيها فجعلوها للخلفاء الثلاثة "رضي الله عنهم" واحدا بعد واحد ...)) .

وقال صفحة (250) : (( .. اما الخليفة الاول واتباعه رضي الله تعالى عنهم اجمعين فقد تأولوا النص ...))

قلت انا عبدالله السقاف : بلاشك ان من اتباع ابابكر ، عمر وباقي الصحابة الذين تركوا امر النبي عليه السلام بالوصية لعلي ـ طبعا من منظور شيعي امامي .

وقال في صفحة (261) : ((وقد تصرفوا فيه اذ نقلوه بالمعنى ولفظه الثابت عن عمر رضي الله عنه ..))

وقال صفحة (271) : ((..... فكان في الواقع فتحا مبينا ونصرا عزيزا بيد ان ابا حفص رضي الله عنه لم يدرك يؤمئذ حكمته ...)) .

وقال صفحة (275) وهو يتحدث عن امير المؤمنين عمر : (( وانكر رضي الله عنه يوم بدر اخذ الفداء من الاسرى....)) .

وقال صفحة (276) : ((وزعموا انه لم يسلم يؤمئذ من الخطيئة الا عمر رضي الله عنه .....)) .

وقال صفحة (290) : (( ولكن عمر رضي الله عنه لم يدرك الحكمة فيما فعله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ...)) .

وقال صفحة (299) : (( .... وبعد ان تشفع الى ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ايام خلافتيهما ...)) .

وجاء في النص والاجتهاد :

صفحة (97) : (( قلت : اعاد الاستاذ تصريحه بان عمر رضي الله عنه قطع العطاء ..)) .

وفي صفحة (99) يترضى عن ابابكر وعمر فيقول ( ولولا اجماع الجمهور على ان الخليفتين رضي الله عنهما قد الغيا بعد النبي (ص) سهم المؤلفة.....)) .

وفي صفحة (99) هامش (5) : يصف ابابكر بالصديق فيقول : ((.... تجد القول بان المؤلفة قلوبهم منعوا من الزكاة في خلافة الصديق ...)) .

وفي صفحة (101) يترضى عن ابابكر فيقول ((فلما ولي ابوبكر رضي الله عنه تأول الاوية ......)) .

وفي صفحة (112) يترضى عن ابابكر بل يدعوا الله تعالى بان ترضى فاطمة واباها وبعلها وولداها عن ابابكر فقال : ((قلت : عفا الله عنا وعنهم ورضي عن أبي بكر الصديق وأرضى عنه فاطمة وأباها وبعلها وبنيها ، )) .

وفي صفحة (122) يمدح ابابكر وعمر فقال : ((وكان المستولون على الأمة يومئذ ومقوية سلطانهم ابرموا أمرهم على وجه لم يبقوا لأحد من الأمة أن يخالف الا أن تشق عصا المسلمين وبهذا آمنوا من مقاومة علي وأوليائه وتفصيل ذلك كله في كتاب المراجعات فلا يفوتن أهل البحث والتدقيق

وكان من مبادئ القائمين بالأمر إذ ذاك شدة الوطأة في تنفيذ الأحكام من غير فرق بين القريب والبعيد والشريف والدنئ وإيثار بيت المال بالوفر والثراء والمساواة بين أهل السوابق وغيرهم في الأحكام . وقد أعانهم على تنفيذ مبادئهم هذه بعدهم عن الطمع والاستكثار من حطام الدنيا وتقشفهم في الحياة ........)) .

وقال صفحة (136) : (( واذا لاجناح على اولئك المرتابين في خلافة الصديق من المؤمنين ...)) .

وقال صفحة (142) هامش (1) واصفا عمر وابا عبيده بالاكفاء وهي بلاشك صفة مدح فقال :

(1) ..... وكان الميسور يؤمئذ في اقل الفروض عزل خالد وتولية غيره من الاكفاء كعمر او ابي عبيدة ..)) .

وقال صفحة (143) هامش (3 ) و (4) :

(3) هذا الكلام وسابقه ولاحفه مما أربأ باستاذنا الكبير هيكل عنه فضلا عن ابي بكر الصديق ...))

(4) ".... وان تعجب فعجب قول هيكل بلسان ابي بكر الصديق ...)) .

وقال صفحة (203) واصفا ابابكر بالصديق وعمر بالفاروق فقال : (( ومن علم ان الله ما أقر ابابكر الصديق وعمر الفاروق على تقدمهما بين يدي الله ورسوله ..))

وقال صفحة 213ـ214 وهو يتحدث عن صلاة التراويح فقال : (( ولا كانت في زمن الصديق رضي الله عنه ولا في اول الليل ..)) .

وقال في صفحة (214) وهو يتحدث عن عمر : ((كان هؤلاء عفا الله عنهم وعنا رأوه رضي الله عنه قد استدرك بتروايحه على الله ورسوله .....)) .

وقال صفحة (215 ) متحدثا عن عمر (( لكن الخليفة رضي الله عنه رجل تنظيم وحزم ...)) .

وجاء في كتاب ابوهريرة

في صفحة (131) يصف ابابكر بالصديق فيقول (ألا تراه كيف حرف الحديث عن موضعه، وصرف الفضل فيه عن أهله متقرباً فيما حرف الى اولياء الأمور، ومتحبباً فيما صحف إلى سواد الجمهور اختلق لهم ما يروقهم من تأمير أبى بكر الصديق) .

وفي صفحة (132) يصف ابابكر وعمر بالصديق والفاروق فيقول ((فكان المساكين اذا سئلوا عما يحدث به اولئك الدجالون يخافون ـ من مبادهة العامة بغيرها عندهم ـ ان تقع فتنة عمياء بكماء صماء، ولاسيما اذا كان الحديث موضوعاً في فضل الصديق والفاروق، فكانوا يضطرون في الجواب الى اللواذ بالمعاريض من القول خوفاً من تألب اولئك المتزلفين ..)) .

وفي صفحة (205) يمدح وعمر وعثمان وطلحة والزبير بل ويقرنهم بالامام علي فيقول (وأني وايم الله لا ينقضي عجبي من البخاري ومسلم وأحمد وأمثالهم ممن يرجعون الى عقل اصيل ورأى جميع ثم ينقادون انقياد الاكمه الابله الى ما يشاء أبو هريرة وأمثاله؛ فهل في امكانهم ان يعلموا متى سأله علي وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من أهل السوابق؛) .

وفي صفحة (137) يصف امير المؤمنين عمر بوصف عظيم فيقول ((ولا كلام في أن عمر قد توغل الدرجات الرفيعة في الإسلام...)) .

وجاء في رسالته الى المجمع العلمي صفحة (20) يقول عن الصحابة :

((في اصول الدين وعقائده، وفروعه وقواعده، وسائر العلوم والفنون، متوناً وشروحاً، مختصرات ومطوّلات، والكل ممتع منتشر لديهم في كل خلف من هذه الأمة من عهدالصحابة الكرام،)) .

وفي صفحة 67 يمدح ابابكر وعمر !!!!

فيقول ((ولو فعل ذلك على عهده لأدمى ظهره وأعذر إلى الله فيه، ونحن نؤمن بآيات الله، وبجلالة أبي بكر وعمر، وعلو منزلتها في الاسلام ))

وفي كتاب المراجعات يقول :

في المراجعة (82) يصف أبا بكر بالصديق فيقول :

((اصفاقهم على مؤازرة الصديق والنصح له في السر والعلانية شيء ، وصحة عقد الخلافة له بالإجماع شيء آخر )) ..

كذلك في المراجعة (102) : (فأين كان الامام عن السقيفة وعن بيعة الصديق ومبايعيه ليحتج عليهم؟)

ويعيد هذا الوصف على أبي بكر في كتابه ابوهريرة صفحة (131) : ((أن المهمة التي جاء بها علي إنما كان أمرها بيد أبي بكر الصديق بسبب إمارته على الحج .....)) .

بل لم يتوقف الأمر عند السيد عبدالحسين بان يصف أبي بكر بالصديق بل شمل كذلك الترضي عن أبي بكر و على أتباعه من بعده فقال في كتابه الفصول المهمة صفحة (250) : ((أما الخليفة الأول واتباعه رضي الله تعالى عنهم أجمعين : فقد تأولوا النص عليه بالخلافة .. )) .

وفي المراجعة (88) يترضى عن عمر

((وعمر كان يعلم يقينا أن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) لم يكن خائفا على أمته أن تجتمع على الضلال لأنه رضي الله عنه كان يسمع قوله (صلى الله عله واله وسلم) لا تجتمع أمتي على الضلال ... )) .

ونجده يؤكد الترضي على الشيخين في المراجعة (90) : ((فلم يبق أحدا من وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر (1) وأبي عبيدة وسعد وأمثالهم إلا وقد عبأه بالجيش ..))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

(1) اجمع أهل السير والأخبار على أن أبا بكر وعمر (رض) كانا في الجيش ....... .

وفي المراجعة (52) نجده يترضى عن أهل السوابق من المهاجرين والأنصار كافة لم يستثن منهم أحدا وبلاشك أبا بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وعائشة من السابقين الذين اسلموا بمكة قبل الهجرة ،

يقول عبدالحسين شرف الدين ((نحن نؤمن بفضائل أهل السوابق من المهاجرين والأنصار كافة رضي الله عنهم ورضوا عنه وفضائلهم لا تحصى ولا تستقصى )) .

وفي المراجعة (72) قال عن السيدة عائشة : ((إن لأم المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها ))

وفي مراجعة (69) : قال شيخ الازهر((أهل السنة والجماعة ينكرون الوصية محتجين بما رواه البخاري في صحيحه عن الأسود، قال: ذكر عند عائشة، رضي الله عنها، أن النبي أوصى الى علي (1) رضي الله عنه، فقالت: من قاله؟ لقد رأيت النبي، وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانخنث فمات، فما شعرت، فكيف أوصى إلى علي (2) ........

____________

فقال السيد الموسوي في الهامش :

(2) قد تعلم أن الشيخين رويا في هذا الحديث وصية النبي الى علي من حيث لا يقصدان، فان الذين ذكروا يومئذ أن النبي أوصى الى علي لم يكونوا خارجين من الأمة، بل كانوا من الصحابة أو التابعين الذين لهم الجرأة على المكاشفة بما يسوء أم المؤمنين ويخالف السياسة في ذلك العهد، ولذلك ارتبكت، رضي الله عنها، ... )).

وفي المراجعة 84 : يصف الصحابة بنشر الدين وحفظ نظامه وعدم التدنس بالشهوة : (( أما الخلفاء الثلاثة وأولياؤهم، فقد تأولوا النص عليه بالخلافة للأسباب التي قدمناها، ولا عجب منهم في ذلك بعد الذي نبهنا إليه من تأولهم واجتهادهم في كل ما كان من نصوصه صلى الله عليه وآله وسلم، متعلقاً بالسياسات والتأميرات، وتدبير قواعد الدولة، وتقرير شؤون المملكة، ولعلهم لم يعتبروها كأمور دينية، فهان عليهم مخالفته فيها، وحين تم لهم الأمر، اخذوا بالحزم في تناسي تلك النصوص وأعلنوا الشدة على من يذكرها أو يشير اليها، ولما توفقوا في حفظ النظام، ونشر دين الاسلام، وفتح الممالك، والاستيلاء على الثروة والقوة، ولم يتدنسوا بشهوة، علا أمرهم، وعظم قدرهم، وحسنت بهم الظنون، وأحبتهم القلوب، )) ..

وفي المراجعة (16) يترضى عن جميع الصحابة : ((وهذه مفسدة بينة، وأنتم ـ نصر الله بكم الحق ـ تعلمون أن في سلف الشيعة ممن يحتج أهل السنة بهم غير الذي ذكرناهم، وأنهم أضعاف أضعاف تلك المئة عدداً وأعلى منهم سنداً، وأكثر حديثاً، وأغزر علماً، وأسبق زمناً، وأرسخ في التشيع قدماً، ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ....))

ويقول السيد عبدالحسين مراجعة (46) : ((إن خلافة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم هي موضع البحث ومحل الكلام فمعارضة الأدلة بها مصادرة)).

وجاء في كتاب اجوبة مسائل جارالله

في المسالة السادسة يترضى عن ائمة مذاهب اهل السنة الاربعة فيقول : ((وعلى كلّ فإنّا نكبر الائمّة الاربعة، ونحترم مذاهبهم، ونعرف قدرهم، ونستعظم أمرهم، ونقدر جهودهم وبلاءهم رضي اللّه عنهم.)) .

قلت انا عبدالله السقاف : بعد الاكثار من هذه النقولات من عدة مواضع ومن كتب مختلفة اود ان ابين امرا ...

عبارة (رضي الله عنه)

الترضي هنا على حسب علمي يحتمل امران :

1ـ الاخبار: وهو ان تخبر ان الله تعالى رضي عن فلان .

2ـ الدعاء : وهو ان تدعوا لهذا الرجل بان يرضى الله تعالى عنه كما فعل الموسوي حين ترضى عن علماء الشيعة فقال في النص والاجتهاد صفحة (103) : ((اجمع علماؤنا رضي الله عنهم على ان الخمس واجب في كل فائدة .....)) .

وفي كلا الحالتين الامر يفيد المدح لهذا الرجل سواء اخبرتنا ان الله تعالى رضي عنه او دعوت له بان يرضي عنه الله ، اذ من المستحيل عقلا ان تعطي مكانة لرجل هو في اصله مذموما عندك ...

في اخر هذا الاشكال يخرج لدى سؤال

هل كان السيد الموسوي يمارس التقية في كتبه ؟؟؟

قلت انا عبدالله السقاف :

الجواب : لا ..

واليكم الادلة :

الدليل الاول: ان خير من يشرح لنا التقية هو نفسه السيد الموسوي فقال مثلا في كتاب اجوبة مسائل الجارالله في المسألة العاشرة حين اخذ يتحدث عن التقية : ((المسالة العاشرة : في التقيّة

قال : ولكتب الشيعة في حيلة التقّية غرام قد شغفها حبّاً..الخ.

فأقول : إنّ إخواننا من أهل السنّة ـ أصلح اللّه شؤونهم ـ يستفظعون أمر التقيّة، وينددون بها، ويعدّونها وصمة في الشيعة، مع أنّ العمل بها عند الخوف على النفس أو العرض أو المال، ممّا حكم بوجوبه الشرع والعقل، واتّفقت عليه كلمة اُولي الالباب من المسلمين وغيرهم، )) .

قلت انا عبدالله السقاف : يحصر السد الموسوي موارد استخدام التقية في ثلاثة امور الا وهي :

(الخوف : على النفس او العرض او المال)

وهذه الامور الثلاثة كانت بعيده كل البعد عن السيد الموسوي حين قام بتأليف كتبه بل لم يقل احد بذلك على حسب علمي .

وهنا نسال :

هل كان السيد الموسوي خائفا على عرضه او ماله او نفسه حين ألف هذه الكتب ؟

وكذلك ذكر السيد الموسوي في كتابه المراجعات موارد استخدام التقية حيث قال في اخر المراجعة (16) : ((

((وكالذين استشهدوا يوم الطف مع سيد شباب أهل الجنة ، والذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد وغيره من أباة الضيم، الثائرين لله من آل محمد، وكالذين قتلوا صبراً ، ونفوا عن عقر ديارهم ظلما، والذين أخلدوا الى التقية خوفاً وضعفاً، كالأحنف بن قيس، والأصبغ بن نباتة، ......))

فهنا السيد الموسوي يبين موارد التقية وهي امران (الخوف والضعف)..

فهل كان السيد الموسوي خائفا او ضعيفا في مراجعاته مع شيخ الازهر حتى يستخدم معه التقية ويترضى عن من اسموهم الشيعة الاثني عشريه باعداء ال محمد النواصب الكفار ؟؟؟؟!!!!!

والغريب أن السيد عبدالحسين شرف الدين في كتابه الفصول المهمة جعل العالم الشيخ نوح الحنفي من النواصب لأنه أفتي بتكفير الشيعة !!!

فكيف بابي بكر وعمر ؟؟

الدليل الثاني : سئل الشيخ اية الله الكرامي في لقاء معه في مجلة فقه اهل البيت العدد 38 صفحة (306ـ307) : ((

السؤال : مما امتاز به العلامة شرف الدين هو اسلوبه في طرح البحوث ذات الارتباط بالتقريب والوحدة فقد لوحظ ان البعض قد يرفع يده عن اصول التشيع واسسه بدعوى الوحدة والتقريب فنرجوا التفضل ببيان ما يستفاد من مؤلفات السيد شرف الدين قدس سره بالنسبة الى رؤيته لمفهوم التقريب والوحدة وبحسب نظره كيف تحقيق ذلك ؟

اية الله الكرامي : ان من الخطأ الاعتقاد بان المراد من التقريب هو الا نفصح عن معتقداتنا والا نبين اراءنا والا نطرح انتقاداتنا فالنهج الذي سلكه السيد شرف الدين هو انه في الوقت اللذي كانت له علاقة مع اهل السنة وله مناظرات معهم ويتعامل معهم في غاية اللطف كان يبين آراءه باتم ما يمكن )) .

الى ان قال : ((والمنهج الذي اتبعه العلامة شرف الدين هو مد جسور المحبة والعلاقة مع اهل السنة وفي الوقت ذاته فانه يطرح افكاره ومتبنياته )) .

قلت انا عبدالله السقاف : يصرح هنا الشيخ كرامي فيقول ان السيد الموسوي ((كان يبين آراءه باتم ما يمكن)) ,

وانه ايضا ((يطرح افكاره ومتبنياته)) .

وبلاشك ترضيه عن الصحابة الكرام وخاصة ابابكر وعمر ووصفهما بالصديق والفاروق من هذه الافكار والمتبنيات .

الدليل الثالث : قول السيد الموسوي في اخر رسالته للمجمع العلمي بدمشق صفحة (127ـ128) : ((وقد كان للأستاذ سلف تزلف لبني أمية بمثل هذه الأراجيف، فسخر له بنو أمية كل ما لديهم من حول وطول (فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) .

والشيعة كانوا إزاء ذلك كله كالجبل الأشم لا يحفل بالعواصف، والبحر الخضم لا يابه بلفحات الهجير، هذا والعصر ظلم وظلمات، والحياة مهددة بالممات. أما اليوم فنور وحرية يأبيان ذلك كل الإباء، وما على الأمامية لو جابهت النواصب بحقيقتها الناصعة، فأثبتتها بحججها القاطعة، ولعل النواصب يضطروننا إلى هذا فيثيروا بذلك عواناً من المعارك الفكرية، التي لا تحمد عقباها لكن:

إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً * فما حيلة المضطر إلا ركوبها

(على الله توكلنا واليه أنبنا وإليه المصير) ، (ربنا افتح بيننا وبين قومنا لالحق وانت خير الفاتحين) .

وقد أعذر من أنذر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)) .

قلت انا عبدالله السقاف : نلاحظ هنا السيد الموسوي يعذر وينذر ولاحظنا قوة الاسلوب في خطابه ومن يعمل بالتقية فلا يعذر وينذر بل يداهن ويوالس ..وهذا دليل اخر على عدم استخدام السيد الموسوي للتقية .

الدليل الرابع :

كل من قرأ ترجمة السيد الموسوي فانه يجد له وقفة امام قوى الاستعمار في وقته وتذكر ما حصل له من الفرنسيين حين هجموا على داره وحرقوا كتبه ..

وكان الموسوي ندا لهم فلو كان متعاملا معهم بالتقية لما صارت هذه حاله ....

قال السيد محمد صادق الصدر في مقدمة كتاب النص والاجتهاد صفحة (15) : (( ....ولما انفض الجمع وعرف الفرنسيون نوايا المرحوم السيد وجهوا جيشا جرارا يقصدون بلدة شحرور حيث كان السيد قد ذهب اليها فحرقوا فيها داره كما انهم احتلوا قبل ذلك داره في صور ونهبوا فيها مكتبته العامرة الحاوية لانفس المؤلفات المطبوعة والمخطوطة ولا سيما مؤلفاته الخطية التي اشرنا اليها في هذه الترجمة .

اما السيد رحمه الله فانه كان حين دخول الجيش في شحور ولكنه نهض مسرعا وقد وضع عباءته على عمامته فأعمى الله تعالى ابصارهم عنه فوصل الى مغارة قب النهر بقي بها مختبئا ...)) .

خلاصة الامر ان احتمال ورود التقية في اقوال السيد الموسوي بعيد بل منعدم من اصله وعليه يبقى الاصل لدينا وهو ترضية على الصحابة ومنهم ابابكرالصديق وعمر الفاروق كما وصفهما السيد الموسوي بذلك ...

فما راي سماحة الشيخ ياسر الحبيب بهذا الامر

والسلام عليكم ورحمة الله


‏باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إن من جملة ما ميّز المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين (رضوان الله عليه) براعته في نظم الكلام ونثره، ليخرج بحيثية تحرج الخصم وتلجم عصبيته في الآن نفسه. ومن هنا فإنه (رحمه الله) لجأ إلى هذا الأسلوب الذي ترى فيه أنه مع تسديده كل تلك الضربات الموجعة لشخصيات أعداء أهل البيت (عليهم السلام) فإنه ضمّن في ما سطّره جملا عرضية هي أقرب في هذا الموضع إلى التهكّم، إذ القارئ المطالع لكل تلك المساوئ والقبائح التي عرضها السيد في كتبه ووثّقها من مصادر القوم يفهم بداهةً أنه حينما يُلحقها بعبارة من قبيل (رضي الله عنهم) أنه لا يقصد إلا إحراج الخصم ولجم عصبيته بمثل هذا الأدب التهكّمي.

وليس قصد السيد (رحمه الله) من إيراد أمثال تلك العبائر في مصنّفاته أنه يعتقد حقا باحترام هؤلاء الظلمة الكفرة (لعنة الله عليهم) وإلا فأي احترام في أن آتيك وأقول لك مثلا: "إن أباك كان قد قتل فلانا وزنى بفلانة وشرب الخمر يوم كذا وسرق ليلة كذا.. رحمة الله عليه وأدخله فسيح جناته"؟!

وتنبّه إلى أن لهذا الأسلوب الأدبي نظائر في كتاب الله تعالى وفي أحاديث تراجمته صلوات الله وسلامه عليهم، فتمعّن مثلا في قوله عز من قائل: "إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ، خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ، ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ"! (الدخان: 43 – 49).

ولاحظ هنا أن الله تبارك وتعالى بعدما وصف الكافر أولا بالأثيم وأنبأ عما سيقع له من تفاصيل العذاب الشديد في الجحيم؛ إذا به يصفه أخيرا بأنه.. عزيز كريم!

وقد مضى نبينا (صلى الله عليه وآله) وكذلك أوصياؤه (صلوات الله عليهم) على هذا المنوال فاستخدموا هذا الضرب من الكلام أحيانا حسبما يقتضيه المقام. فقد رُوي عن خالد بن نجيح قال: "قلت أبي عبد الله عليه السلام: جُعلك فداك، سمّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر الصدّيق؟ قال: نعم! قلت: فكيف؟! قال: حين كان معه في الغار قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالّة. قال أبو بكر: يا رسول الله.. وإنك لتراها؟ قال: نعم. قال: فتقدر أن ترينيها؟ فقال: ادنُ مني. فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال: انظر! فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر! ثم نظر إلى قصور أهل المدينة، فقال في نفسه: الآن صدّقت أنك ساحر! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدّيق أنت"!! (البحار ج8 ص109).

كما قد رُوي أن الصادق (عليه السلام) سُئل عن أبي بكر وعمر فقال: "كانا إمامين! قاسطيْن! عادليْن! كانا على الحق وماتا عليه! فرحمة الله عليهما يوم القيامة!

فلما خلا المجلس قال له بعض أصحابه: كيف قلت يابن رسول الله؟! فقال عليه السلام: نعم.. أما قولي: كانا إمامين؛ فهو مأخوذ من قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)! وأما قولي: قاسطيْن؛ فهو من قوله تعالى: (وأما القاسطون فكانوا لجهنّم حطبا)! وأما قولي: عادليْن؛ فهو مأخوذ من قوله تعالى: (الذين كفروا بربّهم يعدلون)! وأما قولي: كانا على الحق؛ فالحق علي عليه السلام، وقولي: ماتا عليه؛ المراد أنهما لم يتوبا عن تظاهرهما عليه، بل ماتا على ظلمهما إياه. وأما قولي: فرحمة الله عليهما يوم القيامة؛ فالمراد به أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينتصف له منهما، آخذا من قوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". (البحار ج30 ص287).

وهكذا استعمل السيد شرف الدين (قدس سره) هذا التعبير في تلك النصوص التي نقلتموها، وقد اجتهد في ذلك بما رآه يوافق مصلحة الدين ويساعد على نشره، دون أن يكون معنى ما ذكره أنه معتقد بظاهره، بل إن له في نفسه تأويلا غير ما يُظهره لخصمه، فيكون مثلا وصفه لأبي بكر بالصديق من باب أنه صدّق زعم المشركين أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساحر والعياذ بالله، كما يكون وصفه لعمر بالفاروق أنه هو الذي قد فرّق ومزّق الدين وزرع الفتنة في الأمة.. وهكذا.

وإن توجّه إشكال إلى أسلوب السيد فينبغي توجيهه أيضا إلى الأسلوب القرآني والنبوي والمعصومي أيضا، إلا أن يُقال أنه قد جنح في تعبيراته لأكثر من اللازم، وفي هذا مناقشة يمكن أن تتسع، إلا أنه إجمالا لا يكون السيد قد ارتكب محذورا شرعيا سيما مع ما عُرف عنه من سلامة عقيدته وعمق ولائه لأهل البيت الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وتفانيه وإخلاصه في خدمتهم ونشر ولايتهم ودحض أباطيل مخالفيهم.

ويحضرني هنا ذكر أحد علمائنا أيضا، وهو المرحوم المدرّس الأفغاني (قدس سره) الذي كان كبير النحاة وأساتذة العربية في قم المقدسة، وقد توفّي قبل سنوات قليلة، فقد كان (رحمه الله) في كثير من الأحيان يأتي على ذكر عمر (لعنه الله) في مجلس الدرس، ذاكرا مخازيه ومثالبه، ولكنه في كل مرة كان يأتي فيها على ذكره كان يقول: "عمر بن الخطاب عليه الصلاة والسلام" ليضج مجلس الدرس بالضحك!! وإني عندما استمعت إليه يقولها – عبر أشرطة التسجيل – قلت: لعلّه يعني بقوله: "عليه الصلاة" أي عليه ما يصلاه في الجحيم، أما قوله: "والسلام" فمبدأ جملة جديدة أي والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.. مثلا.

وختاما فإن كل العبارات التي نقلتموها من كلام السيد شرف الدين (رحمه الله) إذا دقّقتم النظر فيها فستجدونها إما تهكمية كما أوضحنا، أو إلزامية للخصم بما يعتقد ويرى. لذا ينبغي الالتفات دائما إلى ما يقصده القائل في الواقع، لا إلى ما يعبّر عنه في الظاهر. مع أننا شخصيا – كما تعلمون – لا نفضّل إلا أن يكون أسلوب التبيلغ في هذا العصر مباشرا صريحا، فإن لكل مقام مقال، ولهذا المقام لابد من هذا المقال.

وأما عن التقية؛ فإنه لا يبعد أيضا أن السيد (رحمه الله) قد التزم بها في بعض هذه الموارد، واستدلالكم ببعض مواقفه الجريئة لنفي تقيته ليس في محلّه، فإن إثبات مورد لا ينفي ما عداه، وأنت أعرف بأن التصدّي لأهل ملّة باطلة أشد وأعظم من التصدّي لأهل استعمار مهما بلغوا من قوّة، فإن الاستعمار جاء بسبب سياسي متحوّل، أما الملة فلم تتكوّن إلا لسبب ديني عقيدي ثابت، وإخلاص الفرد للثاني دون الأول. فانتبه.

زادكم الله تمسكا بدينه وولاءً لأوليائه وعداءً لأعدائه. والسلام.

السادس عشر من شهر ربيع الآخر لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp