بعد التقدم لمولانا الإمام بقية الله، المنتظر صاحب العصر والزمان (صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه الشريف) بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات بمناسبة هلاك الطاغية عبدالله عبد العزيز آل سعود، أحيت هيئة خدام المهدي عليه السلام مساء الجمعة 2 ربيع الثاني 1436 هجرية باستقبال التهاني لهذه الحدث السعيد، حيث بُث على الهواء مباشرة عبر قناتي فدك وصوت العترة (عليهم السلام) على القمرين نايلسات وهوتبيرد وشبكة الإنترنت العالمية.
وخلال الحفل - الذي تضمّن إلقاء عدد من القصائد والأهازيج من قِبل بعض الشعراء والحضور الكرام باللغتين العربية والإنجليزية - كانت للشيخ الحبيب كلمة جاء فيها:
• إنّ أكثر ما أثار استغرابنا مع هذا الحدث هو التحوّل الذي طرأ على المخالفين، إذ ضجّوا لتبادلنا التهاني وإقامتنا الاحتفالات بهلاك طاغيتهم المعاصر في الحجاز، بعد أن ناموا وانطفأت صيحتهم العارمة ضد احتفالنا بهلاك أمهم الحميراء عائشة وصحابتهم المنافقين، فهم بهذا قد رفعوا ”عبدالله آل سعود“ إلى منزلة أعلى من درجة رموزهم المقدسة التي يعتقدون بها، من أمثال: (أبي بكر، وعمر، وعائشة ومن أشبه)، ولهذا يلوح في الأفق أن هذه الحساسية سترتفع تدريجيا أيضا حينما نقوم بتكرار هذه الاحتفالات في مرات أخرى قادمة عند هلاك طغاة آل سعود المتعاقبين على الحكم، ونسأل الله سبحانه أن يجعل زوال دولتهم قريبا.
• إنّ الترجمة العملية لارتفاع عقيرة المخالفين ضد المحتفلين بهلاك عبدالله تفيد بأن الطائفة البكرية تدور مدار الحاكم وتميل إليه، كما مالت إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عند تولّيه الحكم، والذي لو تأخر مجيئه إليه أو لم يأت إليه مطلقا لكان مقامه (صلوات الله عليه) مختلفا عما هو عندهم اليوم ولعله يصل إلى أدنى المستويات.
• إنّ هذه المناسبة فرصة لإيضاح الاختلاف الفكري بين الطائفتين؛ إذ تكشّف للعالم مدى التباين في ردة الفعل لدى المسلمين بهلاك هذا الحاكم، الأمر الذي يعطي بالنتيجة للباحث المنصف فرصة للبحث في منطلقات وجذور هذا التناقض الظاهر عبر مشاعر الحزن والفرح بارتحاله.
• إننا لنتباشر ونتفاءل بأن يكون هلاك هذا الطاغية مقرّباً للظهور، مع ضرورة العمل لتحقيق موجبات الظهور بعيداً عن الاستغراق في تحليل الأحداث والعلامات، فمن أهم موجبات الظهور أن ينهض الشيعة لتحرير مقدسات المسلمين في مكة والمدينة والسعي للعودة الى أصولهم الإيمانية الصحيحة، فهذا العامل هو ما يرهب هذه الأنظمة الجاثمة على صدورنا كما أرهب الإمام الكاظم (عليه السلام) حكم هارون العباسي (لعنه الله)، فهذا العبد الصالح (عليه السلام) كان يعمل وفق استراتيجية دقيقة يكون إفرازها - بالنهاية - هو سحب البساط من تحت دولة بني العباس كما عمَلَ جدّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) خلال فترة حكم الطغاة الثلاثة الذين سبقوه، فكانت الثمرة آنذاك هي أن هتفت جماهير الناس باسم علي (عليه السلام) وتوافدت إلى مبايعته حاكماً.
• إنّ خطة العمل المنتظم لأجل تشييع المخالفين كانت ولا تزال السبيل الأسرع والأنجع لإعادة الحكم إلى الأوصياء الشرعيين لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد تفطّن إليها بعض الشيعة الأوائل فنجحوا في إقامة دول شيعية، تأسست بعد جهود سنوات طوال مما يمكن أن نعبّر عنه بالطبخ على نار هادئة، إلا أنها قد غابت عن الأذهان في زمننا الحاضر - مع الأسف - بسبب وجود أصناف شتّى من المعممين المنافقين والجبناء والآثمين، الذين سعوا لإسقاط الأنظمة البكرية المعاصرة بتفكير سطحي وسفيه بحثاً عن النتائج السريعة، مما أدى بالأمّة إلى مزيد من التقهقر والرجوع.
• إنّ السبب الرئيسي وراء استهجان بعض المخالفين لإقامة احتفالية خاصة بهلاك هذا الطاغية تحت دعوى أنه ليس من الأخلاق الاحتفال بموت إنسان مسلم يشهد الشهادتين، ما هو إلا ضعف الوقوف على المعارف الدينية والأحكام الشرعية، والابتعاد التام عن القرآن الحكيم والتعاليم الإلهية، فهذا الكلام الإنشائي ليس إلا مغالطة بتخليط المفاهيم، وعليه يجب التفريق بين الفرح بهلاك طاغية والتشمت بالموت بما هو موت، فهذا الفرح يأتي لانفراج كربة من كربات المؤمنين بزوال أحد المنحرفين، وهو أمر معهود وله سوابق تاريخية لدى علماء المخالفين، في الزمن القديم والحديث، حيث عقد بعض علمائهم المعتبرين عندهم مجالس للتهنئة بموت بعض الشخصيات التي كانوا يرونها منحرفة في نظرهم، وللوقوف على ذلك نحتاج للرجوع إلى بحث مفصّل، ولكن على أي حال يجب أن نتفق بأن الحزن بموت شخصية طالحة ومنحرفة، كهذه الشخصية التي ناصبت البيت النبوي الشريف العداء بمكة والمدينة وتعدت على الآثار الإسلامية في تلك البقاع المقدسة، لهو الفعل القبيح والبعيد عن الأخلاق والمخالف للفطرة الإنسانية.
وفي الختام شارك الشيخ الحبيب جموع الحاضرين بقصّ الحلويات والكعكات، التي تُبرع بها خصيصاً لهذه المناسبة، لتوزيعها على وفود المهنئين الذين توافدوا لتقديم تهانيهم لسماحته بهذه الذكرى السعيدة.